Skip to main content

عصابة أبو شباب التي صمم مشروعها الشاباك تتلقى رواتبا من السلطة.. ما علاقة محمود عباس؟ 

09 حزيران 2025
https://qudsn.co/cNGlm

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: ذكرت القناة العبرية i24NEWS أن ياسر أبو شباب، قائد العصابة التي باتت تُعرف بـ"القوات الشعبية"، بدأ نشاطه في قطاع غزة قبل عدة أشهر، مستندًا إلى مجموعة أولى من معاونيه الذين كانوا في الأصل من عناصر جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية. 

وأوضحت القناة أن أربعة من هؤلاء قُتلوا على يد كتائب القسام التابعة لحركة حماس. ووفقًا للتقرير، فإن أبو شباب يتلقى اليوم الدعم الميداني من غسان الدهيني، الملقب بـ"ضابط العمليات"، وهو الآخر عنصر أمني سابق في أجهزة السلطة. ويضم الفريق أيضًا نشطاء سابقين من حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

القناة أشارت إلى أن العصابة تحتفظ حاليًا بمقرّ في حي الجنينة بمدينة رفح، إلى جانب نقاط عسكرية، واحدة قبالة معبر كرم أبو سالم وأخرى قبالة مستوطنة "صوفا". ويُشار إلى أن أفراد هذه القوة مسلحون ويحملون خوذًا وسترات واقية وإشارات حمراء لتسهيل تمييزهم من قبل جيش الاحتلال.

وبحسب مصادر متعددة في السلطة الفلسطينية نقلت عنها القناة، فإن التنسيق بين أبو شباب والسلطة الفلسطينية بدأ قبل أشهر، وتحديدًا عبر محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة محمود عباس، والذي يحافظ على علاقات مع شخصيات في غزة. وقد تم الربط بين الهباش وأبو شباب بوساطة ضابط المخابرات العامة الفلسطيني بهاء بعلوشة.

وتحت إشراف البعلوشة، يقود فايز أبو هنود، الذي يشغل منصبًا في جهاز المخابرات الفلسطينية يعادل "رئيس منطقة الجنوب" في جهاز الشاباك الإسرائيلي، عمليات التجنيد لصالح العصابة في غزة، ضمن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة.

ووفقًا لتقرير القناة، فإن عباس اختار عدم تكليف رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج بهذه المهمة، بعدما فشل الأخير قبل أكثر من عام في محاولة تشكيل قوة أمنية في غزة، وهي المحاولة التي انتهت بمقتل اثنين من عناصره واعتقال أكثر من عشرين آخرين، ما أدى إلى انهيار الشبكة بالكامل.

وتنقل القناة أن توجيهات عباس لعناصره كانت واضحة في بداية العملية: "لا تتبنوا ياسر أبو شباب (إعلاميا)، ولا ترفضوه، والأهم من كل ذلك، لا تتركوا بصماتكم في دعمه". غير أن مسؤولًا رفيعًا في السلطة نفى اليوم وجود أي علاقة بين رام الله وأبو شباب، لكنه ألمح في الوقت ذاته إلى أن "إذا كان الهباش قد تصرف في هذا السياق، فإنه فعل ذلك من تلقاء نفسه".

كما أورد التقرير أن مدير مكتب الهباش، خالد بارود، أجرى هو الآخر عدة مكالمات هاتفية مع عناصر من العصابة. وأسفرت العلاقات بين السلطة وهذه العصابة المسلحة عن تحويل رواتب لبعض أفرادها، وتقديم أشكال مختلفة من الدعم، في إطار علاقة سرّية مع العصابة التي تمركزت في رفح.

ولفتت i24NEWS إلى أن السلطة الفلسطينية ليست الجهة الوحيدة التي تتعامل مع عصابة أبو شباب، إذ إن دولة عربية لم تُذكر بالاسم كانت طرفًا فاعلًا في المسار الذي أفضى إلى نشر هذه العصابة في جنوب قطاع غزة.

وقال ضابط كبير في أجهزة أمن السلطة لموقع i24NEWS: "تلقينا اتصالات من مسؤولين كبار في حركة فتح، ومن أجهزة الأمن الفلسطينية، وحتى من ممثلين عن دول عربية، يطلبون توضيحات ويتحققون من صحة المعلومات".

وفي ظل الضجة التي أثارتها هذه التسريبات، أشارت القناة العبرية إلى أن السلطة الفلسطينية تحاول الآن الإدعاء بأن الأمر يتعلق بمبادرة مستقلة من محمد دحلان. والسبب؟ صورة نشرها غسان الدهيني – نائب ياسر أبو شباب – إلى جانب مركبة تحمل لوحة تسجيل من دولة الإمارات. وقال مصدر من السلطة للقناة: "السلطة ستحاول الآن التملص من العلاقة، وإلقاء المسؤولية على دحلان".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد كشفت تفاصيل حول ما تُسمى بـ"القوات الشعبية" التي يقودها ياسر أبو شباب في جنوب قطاع غزة، والتي يشرف عليها جيش الاحتلال. ووفق الصحيفة، فإن هذه العصابة، التي حصلت على دعم وتسليح مباشر من "إسرائيل"، تضم في صفوفها عناصر ذات ارتباطات سابقة مع تنظيم داعش، وأفرادًا تورطوا في أنشطة إجرامية بما في ذلك تجارة المخدرات كما في حالة أبو شباب نفسه.

وبحسب ما نشرته يديعوت أحرونوت، فإن أبو شباب، يبلغ من العمر نحو 35 عامًا، بدأ حياته في تجارة المخدرات، تحديدًا الحشيش والحبوب المؤثرة نفسيًا، قبل أن يتحول إلى العمل في "حماية قوافل المساعدات الإنسانية" الداخلة إلى غزة، مستغلًا موقعه هذا لنهب المساعدات وسرقتها بشكل منظم.

وتضيف الصحيفة أن أبو شباب كان يقدم خدمات "الحماية" لقوافل الأمم المتحدة، الأونروا، والصليب الأحمر، لكنه في الواقع كان يبتز ويستولي على جزء من السلع. بل إن اسمه ورد، حسب مصادر أممية، في مذكرات داخلية تتهمه بنهب واسع النطاق للمساعدات الإنسانية.

العصابة التي يقودها أبو شباب تضم عشرات المسلحين، كثير منهم سجناء هربوا من سجون حركة حماس، وتحظى بحماية فعلية في شرق رفح بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة، ما يمنع قصفها من الجو، ويوفر لها غطاء من عمليات حماس كذلك.

لكن الأخطر كما أوردت يديعوت أحرونوت أن هذه العصابة تحافظ على اتصالات مع عناصر من داعش. أحد أبرز عناصرها هو عصام النباهين، من مخيم النصيرات، الذي حارب سابقًا في صفوف داعش بسيناء، وعاد إلى غزة قبل الحرب. وكان قد حُكم عليه بالإعدام، لكنه فرّ من السجن في اليوم الأول من الحرب.

وكان أبو شباب قد صرح لإذاعة جيش الاحتلال أنه ينسق بشكل مباشر مع السلطة الفلسطينية في ما وصفه بـ”نشاطات أمنية” ميدانية. جاء ذلك خلال مقابلة أكد فيها أن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة يشارك في عمليات "التدقيق الأمني" للأشخاص الذين يدخلون إلى المناطق الخاضعة لسيطرته شرق رفح. 

وبحسب قوله، فإن هذا التنسيق يهدف إلى منع عناصر المقاومة من الوصول إلى هذه المناطق التي يعتبرها “مناطق محررة من حماس”. أبو شباب أقرّ أيضاً بأن أنشطته في المناطق الشرقية من رفح تتم بإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن علاقته بجيش الاحتلال وتنسيقه مع جهاز المخابرات الفلسطينية "يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني".

وكشفت القناة 12 العبرية في وقت سابق أن جهاز “الشاباك” هو من صمّم مشروع دعم عصابات مسلحة في قطاع غزة، بهدف استخدامها كقوة بديلة لمواجهة فصائل المقاومة، وأن هذه الخطة حظيت بموافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا